٣٧] وأوْلَى تفسيره: من أين لك هذا؟ وكيف؟ معا. ولذا كان الجواب {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} وهذا مجيب عن الأَمْرين، لأن الله لا يُعْجِزه شيء. وكذا كل (أَنَّى){أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيءٍ}[الأنعام: ١٠١] كأن الأُوَلى لنفي التأتي حسب ما يعقلون من سبيل الولد، والثانية لنفي الحاجة بإثبات أنه سبحانه خالق كل شيء. [ينظر بحر ٤/ ١٩٨].
وأرى أن ضمير المتكلم "أنا "أصله من هذه الظرفية، إذ قائل:"أنا "يقصد نفسه التي بين جنبيه- لا بدنه أو أحد أعضائه. {قَال أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}[البقرة: ٢٥٨]، قال عَزَّ وَجَلَّ:{إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}[طه: ١٤]. سبحانه وتعالى.
وما قلناه عن الضمير "أنا "للمتكلم من البشر يذكرنا برأي ابن سينا ثم ديكارت في إثبات الإِنّيَة: النَفْس: الذات -بالفكر [انظر د. عثمان أمين: ديكارت ص ١١٥ - ١١٨]. أي أن ابن سينا غاص على الفكرة من هذا الضمير في العربية.
• (أون):
{الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ}[يوسف: ٥١]
"ألأَوْن -بالفتح: العِدْلُ، والخُرْجُ يُجْعَل فيه الزادُ. خُرْجٌ ذو أونين وهما كالعِدْلين. والأَوَان- كسحاب: العِدْل أيضًا. وأَوَّن الحمارُ- ض: أكل وشرب وامتلأ بطنه وامتدت خاصرتاه. وأَوَّنَتْ الأتانُ: أَقْرَبَت (أي قَرُب أن تَلِد).