أما قولهم:"يوم أغرّ: شديد الحرارة "فهو من البياض أي بياض الشمس حيث يشتد لذع الشمس كلما كانت ناصعة، قال الأصمعي: ظهيرة غرَّاء أي هي بيضاء من شدة الحر كما يقال هاجرة شهباء " [ل].
"الغراء - ككتاب: الذي يُلْصَقُ به، وما طُلى به. غَرَوت الجِلْد: أَلْسَقْتُه بالغِراء. وغَرَا السِمَنُ قلبه: لَصِقَ به وغطّاه. وغَرِىَ به (كرضى) غَرَاةً: لَزِقَ به ولَزِمَه. وغَرَوْتُ السهم وغَرَيْته ".
° المعنى المحوري لصوق مع رخاوة ما واسترسال: كالغِراء والطلاء ولصوق الشحم على القلب والصاق الريش بالسهم. ومن ذلك "الغَرَا - كالفتى: الوَلَدُ الرَطْب جدًّا، وكل مولود غَرًا حتى يشتدّ لحمه كولد البقرة الوحشية والحُوار " (يكون كأنه لحم متلاصق/ كتلة لحم).
ومن لصوق الشيء بآخر أُخِذَ معنى لحاقه به وإمساكه إياه ثم لزومه إياه. ومنه: "أغريت الكلب: آسدته وأَرشته. وأغرى بينهم العداوة: ألقاها كأنه ألزقها بينهم ": {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَة}. ومنه: "غَرِىَ بالشيء (كرضى): أُولع به (لازمه): {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ}[الأحزاب: ٦٠]. ومنه:"الغزو: العَجَب. لا غَرْوَ أي لا عَجَب ". [قارن (عجب) في أخذ التعجب مما هو ككتلة اللحم المتجمعة).
أما "الغَرِىّ - كغنى: الحسَن الوجه "فهو من ذلك الأصل، كما نقول: جذاب.