للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لحبَّرتها لك تحبيرًا: يريد تحسين الصوت. كل مما حَسُن من خط أو كلام أو شعر أو غير ذلك فقد حُبِرَ حَبْرًا وحُبِّر ".

ثم استعمل في مجرد الأثر الظاهر أي بصرف النظر عن قيد الاستحسان. ومن ذلك "الحِبرُ: الذي يكتب به، والأثر من الضرب إذ لم يَدْمَ، وصفرةٌ تشوب بياض الأسنان. ورجل محبَّر -كمعظم: أكل البراغيث جلده فصار له آثار في جلده ". ويمكن أن يُلْحَظ أن وراء كل من ذلك هنا تَجمُّعًا لطيفًا بدرجة ما: حِبْر الكتابة من خلط السِنَاج أو نحوه بالماء وبما يصلحه ليكون حبرًا، وتجمع الدم تحت موضع الضرب وأكل البراغيث، وصفرةُ الأسنان طبقة.

أما ما جاء في [ل] عن أبي عمرو "الحِبْر من الناس: الداهية "فهو من الجمع اللطيف في المعنى المحوري، ذلك أن الداهية ماكر، والمكر اختزان فكر. ومن تركيب (مكر) "هي ممكورة السارق أي مرتوية الساق خَدْ لة "وسِمَن الساق يكون من اختزانها الشحم.

(حبس):

{تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ} [المائدة: ١٠٦].

"المحبِس -بكسر الباء، والحابسُ: مثلُ المَصْنعة يُجْعَل للماء (المصنعة ما يسمى الآن خَرَانًا)، حجارةٌ أو حشبٌ تبنَى في مجرى الماء (في واد أو نهر) لتحبسه كي يَشْرب القومْ ويُسْقُوا أموالهم. زِقٌّ حابس: ممسك للماء ".

° المعنى المحوري امتساك الشيء في حيّزٍ لا يتسيب أو ينفذ منه، لسدّ السُمُوم والمنافذ التي يمكن أن يتسرب منها. كإمساك تلك السدود المذكورة الماء. ومن الإمساك عن الانطلاق: {تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ}،

<<  <  ج: ص:  >  >>