للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ملحظ الرقة التي تخالط الباطن رغم ما يبدو من صلابته: "حَمَل فحنّن: (أي هجم على العدو ثم حنَّن أي) جَبُن. وحُنَّ عَنّا شَرَّكَ: اصرفه (كأن أصل المعنى أَضْعِفْه أي خفّفه) والمحنونُ من الحقّ: المنقُوص (ذهبَ بعضُه فَرَقّ ونَقَص) والمحنون: المجنون أو المصروع (منتقص العقل أو ضعيفه، كما يقال فلان رقيق الدين).

(حين):

{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: ١٧]

"حان سنبل الزرع: يبس فآن حصاده ".

° المعنى المحوري يُبْس الشيء أي ذهاب الندى والبلل من أثنائه لبلوغه وقت تحصله. كيبس السنبل المذكور.

ومن يبس الأثناء وفراغها من الندى يتأتى معنى هلاك الحيّ. فجفاف الحي هلاك له {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: ٣٠] "الحَيْن -بالفتح: الهلاك. التحوّن: الذل والهلاك ".

أما معنى الظرفية فهو أصيل من بلوغ الزرع وَقْتَ حصاده، وبلوغ كل شيء وقت ما يراد به أو منه، أما عن تحديد مدى هذا الوقت فقد خلص الأزهري والراغب والمناوي إلى أن "الحِين اسم كالوقت يَصْلُح لجميع الأزمان. وأن معنى قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ} [إبراهيم: ٢٥] أنه ينتفع بها في كل وقت لا ينقطع البتة "وهذه عبارة الأزهري. وعبارة الراغب "الحين وقت بلوغ الشيء وحصوله "وأضاف أنه "مبهم المعنى ويتخصص بالمضاف إليه "نحو قوله تعالى: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} [ص: ٣]، ثم قال "ومن قال إن حين تأتى على أوجه:

<<  <  ج: ص:  >  >>