للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرب كأن يقول: أنا فلان بن فلان "فهذا إعلان وتنويه بالنفس قُصِد يه أنه معروف عنه شدة البأس، وأنه سيأتي بما يناسب هذا.

ومن صور ذلك الجذب و (محاولة) الضم: الطلب والتمني: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} [فصلت: ٣١]. ويقال "فلان في حيّز ما ادّعى أي ما تمنى ".

و"الجذب "الذي في معنى التركيب قد يكون جذبًا إلى أسفل -وهو أصيل؛ لأنه من معطيات "الضغط "الذي في معنى تركيب الفصل المعجمي (دعع)، وله شاهد كالصريح في قوله:

تزوّدَ مِنّا بين أُذْناه طعنةً ... دَعَتْه إلى هابي التراب عقيم

وهذا المعنى بارز في قوله تعالى عن جهنم: {تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى} [المعارج: ١٧]. [وينظر قر ١٨/ ٢٨٩]. وبه يتضح قولهم: "تداعَت الإبل: تَحطَّمَتْ هُزالًا (فكادت تسقط مكومة على الأرض كأنما يجذب بعضها بعضًا)، وتداعى الحائط: تكسَّر وآذن بانهدام، وداعيناها عليهم: هَدَمْناها (جعلناها تسقط)، ودعاه الله بما يكره: أنزله به، ودواعِي الدهر: صروفه " (تنزل وتصيب. ففيها معنى الضمّ أيضًا - لكن إهلاكًا).

أما "الأُدْعِيّة -بوزن أحجية: اللغز "فمن استدعائه الالتفات والاهتمام والظنون لحلّه.

(ودع):

{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: ٣]

"الوَدْعَ -بالفتح وبالتحريك: خَرَزٌ أبيض جُوف في بطونها شَقٌّ كشق النواة

<<  <  ج: ص:  >  >>