للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الانتكاس المعنوي {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (٦٤) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ} [الأنبياء: ٦٤ - ٦٥]. بعد ما سلّموا أنهم ظالمون لأنهم لم يسلكوا السبيل الصحيح بسؤال (المجني عليه) (الأصنام) عمن كسّرها، عادوا يفترضون أنهم كانوا على صواب إذ سألوا إبراهيم، لأن إبراهيم يعلم أن الأصنام لا تنطق فكيف يحيلهم عليها؟ أي أنهم تركوا الحدث الأصلي، وتضرروا من السخرية اللافتة التي وجهها إليهم سيدنا إبراهيم.

(نكص):

{قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (٦٦)} [المؤمنون: ٦٦]

"نكصَ الرجلُ (قعد): رجع إلى خَلفِه إلى وراء وهو القهقري ".

° المعنى المحوري الرجوع القهقري بقوة إلى الخلف. ومنه "نكص عن الأمر: أحجم، ونكص على عقبيه: رجع عما كان عليه ". ومعنى النكوص في الآية أن آيات الله كانت تَنْفُذُ إلى قلوبهم ويعرفون الحق فيهُمُّون بالقبول، ثم يغلبهم شيطانهم وهواهم فينكصون ... {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيهِ} [الأنفال: ٤٨]. قال [في قر ٨/ ٢٧] وليس النكوص هنا قهقري بل هو فِرَار اهـ. أقول والآية دليل على زَيْف قَيْد الخيرية في ما يرجع عنه، وقد نُسِب في المقاييس إلى ابن دريد إذ أي خير في تحريض الشيطان الكفار على قتال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؟

(نكف):

{لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ} [النساء: ١٧٢]

<<  <  ج: ص:  >  >>