للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العين والفاء وما يثلثهما]

(عفف - عفعف):

{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ} [البقرة: ٢٧٣]

"اعتقّت الإبلُ اليبيس واستعفّته: أخذته بلسانها من فوق التراب مستصفية له. العُفافة: أن تأخذ الشيء بعد الشيء فأنت تعتفّه. العِفاف - ككتاب: الدواء ". "العُفَّة -بالضم: وكثُمَالة: بَقِيَّةُ الرَمَث -هذه محركة- أي بقية اللبن في الضَرْع بعد ما يُمْتَك أو يُحْلَبُ أكثرُه، وقيل العُفَافة: القليل من اللبن في الضرع قَبْل نُزُول الدِرَّة. ويقال: تَعَافَّ ناقتَك يا هذا، أي احلُبْها بعد الحَلْبة الأولى. وقالت المرأة لابنتها: تَعَفَّفي أي اشربي العُفافه " [تاج].

° المعنى المحوري تجمع (على الظاهر) مع قِلة (١): كاليبيس فوق التراب، وهو طبقة رقيقة ولاشك؛ لأن الإبل تستصفيه من التراب. والقلة واضحة في أخذ الشيء بعد الشيء. وبقية اللبن في الضرع بعدما يُمتَكّ أكثره تكون قليلة وهي تجمُّع للمتبقي، ولا تُتَناول إلا بعد ما تُحلب (إلى الظاهر)، والدواء يستعمل بقلة عادة.


(١) (صوتيًّا): تعبّر العين عن التحام ورقة مع حدّة ما، والفاء عن انتهاء أو طرد وإبعاد في جفاف، والفصل منهما يعبر عن قلة ما يوجد أو يبقى من الشيء الرقيق كالعُفّة من اللبن في الضرع بعد الحلب (أي بعد ذهاب أكثر اللبن)، وكيبيس المرعى فوق التراب (أي هو قليل ليس طبقة كثيفة). وفي (عفو) تعبر الواو عن اشمال ويعبر التركيب عن تغطي الشيء بطبقة خفيفة (أي اشتمالها عليه) كما في العِفَاء: ما كثُر من الوبر والريش. وفي (عفر) تعبر الراء عن استرسال، ويعبر التركيب عن انبعاثٍ مسترسل أي متوال أو ممتد - لما هو دقيق الجرم كعفرية الديك والعَفَر.

<<  <  ج: ص:  >  >>