برحمته المؤمن والكافر. ولذا قامت هذه الصفة مقام اسم الذات في مثل {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ}[الإسراء: ١١٠]، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ}[الفرقان: ٦٠] إلى ٥٧ موضعًا يصلح فيهن اسم "الرحمن "أن يقوم مقام اسم الذات العَلِيّة. في حين يرد اسمه "الرحيم "١١٥ مرة يُلحظ فيهن جميعًا تطلُّب الموضِع لوقوع الرَحْمة ومسبوقٌ بما هو يناسبها كالغفور والرءوف والتوّاب والبَرّ. وفي بضع مواضع سُبِق بالعزيز، وبالتأمل تراها للجمع بين صفتي القوة والرحمة معًا. فالرحيم صفة فِعْل. وكل منهما فيه مبالغة في مجاله فهناك الرحمة الذاتية العظمى الدائمة. وهنا الرحمة الفياضة العظمى التي يتقلب في كنفها عبادُه، وللمؤمنين منها الحظ الأوفى، إذ هُم مَيْدانها ومجالها بوعده وبفضله تبارك وتعالى. لكن وقوع الرحمة أكثرُ تذكيرًا بفضل الله. وبه يتحقق الترقي من "الرحمن "إلى "الرحيم ". عند اجتماعها كما في البسملة والفاتحة وغيرهما.
° معنى الفصل المعجمي (رح): الاتساع والانبساط مع نوع من الرقة -كما يتمثل في القدم الأرحّ مع رقة باطنه -في (رحح)، وفي تخلخل الريح وخفتها وانتشارها، وانبساط الكف ونعومتها ودقة سمكها -في (روح)، وفي اتساع الرحبة وخلوها -في (رحب)، وفي صفاء الرحيق (وهو تخلخل أثناء) مع سهولته وعدم لذعه -في (رحق)، وفي بعد مسافة المفارقة مع راحة الركوب -في (رحل)، وفي اتساع مسامّ جلد السقاء وكيس الجنين مع بَلالهما -في (رحم).