للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عدو):

{وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} [آل عمران: ١٠٣]

"العِدْوة -مثلثة وكرضا: شاطئ الوادي وجانبه. وعَدَاء الخندق والوادي - كسحاب: بَطْنُه. والعُدَواء - كنُفَساء: المكانُ الذي بعضُه مرتفع وبعضه متطأطئ ".

° المعنى المحوري مُتَخَطَّى بطْنٍ أو فَجوة في ظاهر: كُعْدوة الوادي والخندق ترتفع مشرفة على فجوة عميقة. ونُظِر في التسميات إلى الاضطرار إلى تخطي تلك الفجوة: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} [الأنفال: ٤٢]. ومنه: "عَدَا الفَرَسُ: جَرَى وأحْضر. والعادية: الخيل المغيرة (تَطْفِر في جريها كأنما تتخطّى، أو هو من طفر المسافات): {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات: ١] ". و "عدا فلانًا عن الأمر: صرفه وشغله [الوسيط] (أي أبعده فجعله يتخطاه) وعدا الأمرَ، وعنه: جاوزه وتركه ". {وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} [الكهف: ٢٨] أي لا تتخَطَّهم عيناك تهاونًا بشأنهم.

ومن التخطي المجازي: مواقعة المحظور وارتكابه. قالوا منه: "عَدَا عَدْوَا، فهو عادٍ، وتعدى واعتدى فهو معتَدٍ، والاسم العُدوان: {إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} [الأعراف: ١٦٣] {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا} [يونس: ٩٠، وكذا ما في الأنعام: ١٠٨] {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} [البقرة: ١٧٣]. {فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: ٧، المعارج: ٣١]: المتجاوزون ما أحل اللَّه. وأمَّا {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [الشعراء: ١٦٦] فهي في قوم لوط بشأن فاحشتهم المعروفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>