"البيئة والباءة والمباءة: منزل القوم في كل موضع/ حيث يتبوءون من قُبُل وادٍ أو سَنَد جبل. تَبوَّأَ منزلًا: أصلَحه وهيَّأَه/ نظر إلى أَسْهل ما يَرى وأَشَدِّه استواء وأمْكَنِه لمبيته فاتخذه. والمباءة أيضًا: بيت النحْل في الجبل، وكِناسُ الثَوْر الوحشي، وهو كنٌّ يتخذه أسفل جِذْع شجرة، ومُرَاح الإبل الذي تبيت فيه. والباءة من الرحم: حيث تبوأَ الولدُ ".
° المعنى المحوري لاستعمالات هذا التركيب هو: حيز للاستقرار مهيّأ ومسوًّى أو مناسب لما يستقر فيه: كمنزل القوم الموصوف، فهو سَهل مستوٍ مكين للميت في قُبُل واد (أي أوله القليل الانحدار)، أو سَنَد جبل (أي حِضنه) حيث المكان منبسط، ووَراءَه مرتفَع يُكِنّ، وبعده منخفَض يُزال إليه الغثاء. وكمباءة النحْل والثور والإبل والجنين، وكلها مهيأة مناسبة لهذه الأَحياء. ومن مادّيّ ذلك أيضًا قولهم:"للبئر مباءتان: إحداهما مَرجِعُ الماءِ إلى مَجَمّها (البؤرة التي يثوب إليها الماء ويتجمع بعد ما يُنْزَح)، والأخرى موضعُ وقوف سائق السانية (السانية: آلةٌ لرفع دِلاء الماء من البئر جَرًّا بواسطة الجِمال، وهناك قابل يستقبل الدلاء ويدفق ماءها في الجدول). وقالوا: "بوّأَ الرْمحَ نحوه: قابله به وسدّده نحوه " (أي ليبيت فيه - كما نقول نحن الآن). ومن استعمال الباءة والمباءة في المنزل الذي يُستَقَرَّ فيه، جاء الحديث الشريف "يا معشر الشباب من