"الكَتُوم: الناقةُ التي لا ترغو إذا ركبها صاحبُها، وكذلك الجمل الكَتِيم. ورجل أَكْتم: عظيم البطن، وقيل: شَبْعان. وخَرْز كَتِيم: لا يَنضَح الماءَ ولا يُخرج ما فيه. كَتَمَتْ المزادةُ (قعد): ذَهَبَ مَرَحُها وسَيَلانُ الماء من مخارزها أوَّلَ ما تُسَرَّب. وكَتَمَ السِقاءُ: أمسكَ ما فيه من اللبن والشراب وذلك حين تذهب عِينَتُه ثم يُدهَن السِقاءُ بعد ذلك، فإذا أرادوا أن يستقوا فيه صبُّوا فيه الماء بعد الدَهْن حتى يَكْتُم خَرْزُه ويسكُن الماءُ، ثم يُستَقى فيه ".
° المعنى المحوري مَنْع تسرُّب ما يمتلئ به باطنُ الشيء بسدّ منافذ خروجه. كاكتتام المزادة والسِقاء بسدّ منافذ الخَرْز. والعظيمُ البطن كأن منافذ بطنه انسدّت؛ فاحتبس ما فيها فعظُمتْ. والناقة الكتوم والجمل الكتيم لا يصدر عنهما الرُغاء المعتاد من غيرهما، فكأن مَنْفَذَ الرُغاء مسدود.
ومن ذلك "كَتَمَ السِرَّ (نصر، وكِتْمانا - بالكسر) واكْتَتَمه: سَتَره وأخفاه (السِرّ خبر مخُتزَنٌ في الصدر، وسَتْرُه كأنه سَدٌّ لمنفذه) وكذلك: كَتَم العِلْمَ "{لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ}[آل عمران: ١٨٧]. والشهادةَ، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ}[البقرة: ١٤٠]. وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى حبس الكلام عما في القلب من شهادة أو علم أو فكر وتدبير أو عقيدة. ومن ذلك الكَتَم - محركة: نبات يُخلَط مع الوَسْمة للخضاب الأسود. يشبَّب به الحنّاء " (لأنه يُخفى ما تحته من الشَيب فكأنه يَحبِسه ويكتُمه، أو لأنه يكثّف صبغتها ويثبتها. وهذا كتم أيضًا).