الإطلاق في معنى الظهور. وقد جاء ابن عطية بشاهد للسارب بمعنى المتصرف هنا وهنا، وهذا جيد ويؤخذ من الامتداد مع الخفاء في الأصل، أي لكون المتصرف هنا مرة وهناك أخرى، فلا يُضْبَط كأنه خفى. وهو أمكن في مقابلة المستخفي بالليل، لأن هذا يسكن والظهور لازم للمتصرف بالنهار، فتكون المقابلة بين سكون وخفاء من ناحية، وتصرف وظهور من أخرى [ينظر ابن عطية وقر ٩/ ٢٩٠].
والسراب الذي يجرى على وجه الأرض (في المفاوز يراه المسافر من بعيد) كأنه الماء {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ}[النور: ٣٩]، {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا}[النبأ: ٢٠] من جَرَيانه وامتداده في جوف الأفق بعيدًا لا يُنال، كشأن ما هو في سَرب؛ فهو عربيّ. وزعم تعريبه عن السنسكريتية - كما في "فلسفة اللغة العربية "مثلًا - لا سَنَدَ له في ضوء ما سبق. وليس في القرآن من التركيب إلا (السَرَب) و (السراب) و (السارب) المذكورات.