للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموجود منها عن المطلوب. {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: ٥]، {وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى} [الطلاق: ٦]. في [قر ١٨/ ١٦٨] التعاسر هنا منه ما هو مالي (نفقة الإرضاع) وما هو غير مالي كرفض الأم إرضاع ولدها. والسياق في آيات [البقرة: ٢٨٠، التوبة: ١١٧ والطلاق: ٧] يقضي أنه ماليّ. وفي سائر ما جاء من العسر هو اعتياص في جريان الأمور. والذي في [الشرح ٥، ٦] يصلح لكليهما.

(عسل):

{وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} [محمد: ١٥]

"عسل النحل معروف - عَسَل الماءُ (كضرب قاصر) عَسَلًا وعَسَلانًا -بالتحريك فيهما: حَرَّكَته الريحُ فاضطرب وارتفعت حُبُكه. وعَسَل الفرسُ (كذلك): اضطرم في عدوه فخفق برأسه واطّرَدَ مَتْنُه. وعَسَل الذئبُ: مضى مسرعًا واضطرب في عَدْوِه وهَزَّ رأسه. وعَسَل الرمح (جلس): اشتدّ اهتزازه واضطرب ".

° المعنى المحوري اضطراب جرم الشيء -في امتداده- مَعَ تماسكه. كما يتماسك جرم العسل مضطربًا إذا مُدَّ كالخيط، وكذلك الرمح إذا اهتزّ واضطرب يبدو تماسكه وكذلك اضطراب حركة جسم الفرس والذئب الموصوفة حين إسراعهما، وكحبك الماء تنتأ طرائقَ متماسكةً.

فالعسل سُمِّيَ عسلًا لذلك التماسك مع الاضطراب {وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} ومنه "عَسَلُ اللُبْنىَ (= شجر) يَنْضَح من شَجَرها يشبه العَسل (في تمططه) ولا حلاوة له، والعُسَيلة: ماء الرجل ". ومن العَسَلِ المأكولِ: "معسولُ الكلام. والعُسُل -بضمتين (ج عاسل وعسول): الصالحون. و "إذا أراد اللَّه بعبد خيرًا عَسَله في الناس ": طيَّب ثناءه فيهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>