° المعنى المحوري جفاف الباطن ويبسه أى فقده البَلال. وأرى أن تسمية السودان زَنْجًا هي من هذا تصورًا أن حرارة بلادهم تجعلهم دائمي العطش. كما أن حرارة الشمس تسود البشرة. وهذه حقيقة, كما أن لزوم الظل يبيضها. ومن صريح هذا قول العربي لابنته (فالزمي الخُصَّ واخْفِضي تَبْيَضِضِّى).
"الزنجبيل مما ينبت في بلاد العرب بأرض عمان ... وهو نبات له عُروقٌ غِلاظ تسرى في الأرض حِرّيفَة الطعم ... وليس بشجر، يؤكل رطبا كما يؤكَلُ البَقْل ويستعمل يابسا اهـ. [ل، الوسيط] وفي [ق]: له قُوَّةُ مُسَخِّنة هاضِمة .. باهيّة مُذَكِّية. وإن خُلِط .. واكتُحل به أزال الغِشاوة وظلمة البصر .. وزنجبيل الكلاب بقلة .. يجلو الكلف والنَمَصَ ويقتل الكلاب. وزنجبيل الشام (الراسَن) .. طيب الرائحة ينفع من جميع الآلام والأوجاع الباردة والماليخوليا ووجع الظهر والمفاصل .. جلّاء مُفَرّح مُليّن، مُقَوٍّ للقلب والمعدة بالعسل. لَعُوق جيد للسعال وعسْر النفَس - يُذهب الغيظ ".
° المعنى المحوري ذكرنا كل ذلك لدعم احتمال أن تكون تسمية هذا النبت عربية تعنى: ما يسرى في الباطن فيصححه ويقويه ويجعله ذاكيا حادًّا. كالحَرَافة التي في عروق الزنجبيل والتي يظهر أثرها في من يأكله أو يستعمله، فحرافة الطعم تَهِيج الباطن وهي حِدّة تُذْكى الرائحة. وهو (مسخن) كما عبر [ق]. والهضم يساعد على الحدة والانتباه (بعكس التخمة)، وإزالة غشاوة البصر وظلمته إحداد له. وقتله الكلاب من حدته في باطنها، وجلاء نحو الكلف