للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البعيد الواسع ليس به خَمَر من شجر أو غيره ". "إذا تسابقت الخيل قيل لسابقها: قد بَرّز عليها ".

° المعنى المحوري هو: خلوص الشيء أو ظهوره ظهورًا قويًّا، أي نفاذه من بين ما يكتنفه بجَهد وقوة: كما يخلص الذهب مما هو شديد الامتزاج به (حال كونه تبرًا) بتعَمُّل، والفرس من بين الخيل بجُهد، والأرض من بين ما حولها مع سعتها وخلوصها من الخَمَر. ومن هذا بَرَز الرجل: إذا خرج إلى تلك الأرض البراز أي أَبْعَد {لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} [آل عمران: ١٥٤] كأن المعنى لدُفعوا إلى الخروج إليها. ومثلها ما في [البقرة: ٢٥٠]. {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا} [إبراهيم: ٢١]: أُخِرجوا من القُبُور مع ملحظ الضيق، ومثلها ما في [إبراهيم: ٤٨، غافر: ١٦]، {فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ} [النساء: ٨١]، {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} [النازعات: ٣٦]: كُشِفت وأظهرت، ومثلها ما في [النازعات: ٣٦]، {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} [الكهف: ٤٧]. وما لا ينضح فيه قيد (الجهد) في الاستعمالات الأخيرة فهو من إسقاطه.

(برزخ):

{بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} [الرحمن: ٢٠]

قالوا عن البرزخ: هو ما بين كل شيئين، أو الحاجز بين الشيئين كالبرزخ ما بين الدنيا والآخرة قبل الحشر، أي من الموت إلى البعث. وفسروه في الآية بالحاجز، ولا نوافقهم؛ لأن الحاجز يمنع الاتصال.

وبالنظر إلى ما سبق في (برز) من دلالتها على خلوص الشيء من بين ما يكتنفه، ولسماح الخاء صوتيًّا بهذا الخلوص مع إضافة أن الخاء تعبر عن شيء من التخلخل يتحرر أن:

° المعنى المحوري مَعْبَر باطنيٌّ جوفي من خلال حاجز بين أشياء. وواضح

<<  <  ج: ص:  >  >>