للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بين يدي هذا المعجم]

هذا العمل الذي بين يديك أيها الدارس والقارئ الجاد معجم اشتقاقي مؤصل لمعاني ألفاظ القرآن الكريم.

والمقصود بإخراجه على هذه الصورة الاشتقاقية هو تقديم تفسير لمفردات القرآن الكريم موثَّقٍ ومؤصل؛ لأن "الاشتقاق هو أكمل الطرق في تعريف مدلولات الألفاظ "كما قال الفخر الرازي (١)، وذلك حسمًا للتردد الذي يقع فيه دارس تفسير القرآن الكريم أو الباحث في معاني مفرداته، عندما يواجَه بأن هناك أقوالًا كثيرة في بيان معنى المفردة أو العبارة القرآنية، فيُضطر للاجتزاء بصورة مهتزة أو مُلْتَبِسة عن ذلك المعنى. وهذا يقدح في وثاقة التفسير، ويسيء إلى اللغة أيضًا.

وإنما كان الاشتقاق "أكمل الطرق في تعريف مدلولات الألفاظ "؛ لأنه يقوم على استمداد معاني الألفاظ من استعمال العرب لها -مع أخذ تكييفاتهم (٢) في


(١) ينظر مفاتيح الغيب (تفسير) الفخر الرازي، المسألة الأولى من الباب الأول من الكتاب الأول في الاستعاذة (الغد العربي ١/ ٣٧).
(٢) التكييف هو اعتبارٌ في الشيء أو تصنيفٌ له، تعتبر عنه صفته أو اسمه مثلًا: العرب يعُدّون جَرْي الدابة (بَذْلًا) منها لمذخور قُوّتها، ومن هنا يصفون الفرس بأنه (جواد)، (سَكْبٌ) (فيض). إلخ، ويعدُّون رائحة الابل من الطُيوب (: الروائح العَطِرة) [ينظر المزهر ٢/ ٢٧٨] .. وهذا التكييف هو أحد أهم أسس اختلاف اللغات، فالعرب يصفون مَنْ عَدِمَ إحدى عينيه بأنه (أعور) من تركيب (عور) المعبِّر عن انكشاف ثغرة في الشيء، فمعنى (أعور) أن له بؤرة عين خالية. في حين أن الإنجليز يسمونه one-eyed (ذا عين واحدة) نظروا إلى العين الصحيحة، فاختلف التكييف. ينظر (علم الاشقاق) للمؤلف ص ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>