"المفازَة: الفَلاةُ/ البَرِّيَة القَفْر التي لا ماء فيها. وإذا كان (القفر مسير) ليلتين (أو أكثر) لا ماء فيه فهي مفازة، وأما الليلة واليوم فلا يعد مفازة "(وذُكر لها مقياس آخر من وِرد الإبل وغيرها). فَوَّز الرجل - ض: خَرَج من أرض إلى أرض ". وفي (قصة) كعب بن مالك "واستَقْبَلَ سَفَرًا بعيدًا ومفازًا: المَفازُ والمفازة: البرَية القَفْر ". "الفازة: مِظَلَّة/ من خِرَقٍ وغيرها تُبْنَى في العساكر/ تُمدّ بعمود ".
° المعنى المحوري عبور مسافة قفر جَافّة بالغة الامتداد: فكذلك الفَلَاة (ويلحظ أن الاسم على صيغة اسم المكان فهي موضع ذلك كأن تأويل اسمها ما يقتضي العبور أي الاستعداد له. وكأن غيرها من المسافات لا يُعَدُّ عُبورُه عُبورًا). والفازة مظلة تساعد على عبور مثل ذلك القفر وكأن صيغتها بمعنى: مفوَّزة. أو هي سميت لعبور عمودها المسافة الممتدة من الأرض إليها.
وعبور الصحراء (وما هو نظيرها من مظان الهلاك) نجاة وخلوص منها، ومنه قالوا: "الفوز: النجاة ": {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}[آل عمران: ١٨٥]، {فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ}[آل عمران: ١٨٨] أي بمَنْجَاةِ من العذاب [ل]. {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ}[الزمر: ٦١]: بفلاحهم. "فاز بكذا: أفلح به وظفر بمراده ". وتفسير هذه المفازة قوله تعالى بعدها:{لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[بحر ٧/ ٤٢٠]، ثم عُبِّرَ به عن تَحْصيل خير، كأنه نجاةٌ من الحِرمان، وعُدّى بالباء لهذا فقيل: "فَاز بكذا: ظَفِر به/ ذَهَب به " (والعامّةُ تقولْ عَدَّى بكذا. لهذا المعنى).