"بَهَت الفحلَ عن الناقة: نَحَّاه ليحمل عليها فَحلا أكرمَ منه. والبَهْت - بالفتح مصدر: استقبالك الرجلَ بأمر تقذفه به وهو منه بريء. وقد بَهِت الرجل (تعب): إذا رأى شيئًا فبَهِت (كتعب) ينظر نَظَر المتعجِّب، وبُهت (للمفعول وكتعب وكرُم): دَهِشَ وخَرِق وتحير/ انقطع وتحير ".
° المعنى المحوري هو: انكسار الحدّة أو الصلابة والنخوة (لشدة أو قهر): كما تقدع الفحلَ عن الناقة بعد ما همَّ بها فتكبتُ شهوتَه وتقمعُه. وكما ينقطع من تَبْهته بتهمة هو بريء منها دهشةً من شدة وقع الاتهام أو لوقاحته، أو الشعور بتنزهه، وأن اتهامه يتجاوز ثوابت كثيرة عنه (دِينًا أو خُلقًا أو أمانةً أو عفة الخ). كما يقال في مثل التعبير عن بَهِتَ (القاصر): عَبِدَ، ضمد. ينظر [ل] في التركيبين.
ومما يتمثل فيه الانقطاع الحقيقي أن يدَّعي مُبطل، طاقةً عظيمةً مثلًا فإذا طولب بأمر من مقتضى ما ادعاه عجز، وعَدِم الحيلهَ لمداراة عجزه. وهذا ما وقع للذي {حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ}{إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}[البقرة: ٢٥٨] ثم احتال حيلة ضحلة للتمويه بها لإثبات قدرته هذه. فنقله سيدنا إبراهيم إلى أمر لا يستطيع التمويه فيه {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ}