للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالتكليف فيه مشقة أداء العمل المكلَّف به، والمسئولية عن الأداء، وإحسان الأداء أمام العزيز سبحانه. ثم يترتب على تنفيذ التكليف بيان الحال. وقد سبق الراغب بكثير من هذا.

أما "بلى "التي هي "جواب استفهامٍ معقودٍ بالجحد توجب ما يقال لك " [ق]، فهي من معنى الوقوع في حيز يحبس حبسًا قويًّا دائمًا. والحبس هنا واقع على المنفى بعد الاستفهام، كما يعبَّر الآن بإيقاف الأمر، أو تعليقه، أو تجميده، وكلها بمعنى الحبس. وذلك يؤدي معنى النفي، ونفي النفي إثبات؛ فهي لإثبات ما نفى: {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى} [البقرة: ٢٦٠]. وكل (بلى) في القرآن فهي ردٌّ أو نفيٌ لإنكار أو نفي. وفي قوله تعالى {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي} [الزمر: ٥٩] قال [بحر ٧/ ٤١٩] "ولما كان قوله {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} [الزمر: ٥٧] وجوابه متضمنًا نفي الهداية كأنه قال: ما هداني الله: قيل له {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي} مرشدة لك (فكذّبْتَ بها). [وينظر معجم حروف المعاني في القرآن الكريم ٢/ ٥٠٢].

(بول):

{سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ} [محمد: ٥]

"البالة: القارورة، والجراب، ووعاء الطِيب. والبول - بالفتح: ذلك الذي يخرج من القُبُل ".

° المعنى المحوري هو: احتواء مادة لطيفة في الباطن تخرج أو يظهر أثرها: كتلك الأوعية تختزن ما يوضع فيها ويُخرَج، وكالبول وهو مائع مختزن يخرج، والقارورة يظهر ما في باطنها. ومنه: البال: الذي يُعتَمَل به في أرض الزرع (المسحاة) (يجمع التراب لتدفن البذور في باطنه لتنبت كأنه بمعنى اسم الفاعل). والبالة: عصا فيها زُجّ تكون مع صيادي البصرة يصيدون بها السمك يرمونه بها

<<  <  ج: ص:  >  >>