للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مبرّءون منها {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}. وكذا كل (الأبرار) و (بررة) في [عبس: ١٦] وهم الملائكة. ومن هذا التجرد "البيع المبرور: الذي لا شبهة فيه ولا كذب ولا خيانة " (خالص غير مشوب). أما قولهم في بعيرٍ إنه "أبرَّ على أصحابه أي استصعب عليهم وغَلَبهم "فذلك من الانبساط مع جفاف؛ لأن معنى الاستصعاب أن يركب رأسه فلا يتوقف ولا ينقاد لهم كأنما ذهب في البَرّ.

(برو - برى):

{أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: ٧]

"البرى - كالفتى: التراب. بَرَى العُودَ والقلم والقِدْحَ (رمى): نَحَته، وبرى المطرُ الأرضَ: قَشَرها ".

° المعنى المحوري هو: تسوية الشيء بقَشْر ما يعرو ظاهره: كالبَرْى وهو نَحْت العود أو طَرَفِه، وكالتراب وهو منحوت من سطح الأرض دقيقًا (فهو فَعَل بمعنى مفعول). ومنه " .. بَرَيتُ البعير: حَسَرْته وأذهبت لحمه (أي من كثرة السفر كأنما قَشَرته). وبعير ذو بُراية - كرخامة: ذو بقاء على السير (ما يزال عنده ما يُبْرَى ويُستخرج منه). وبَرَى له (رمى) وانْبَرَى: عَرَض له (قام كاشفًا عن نفسه أو سويا أي مُنادًّا). وباراه: عارضه " (وقد قيل إن أصله المنافسة في البَرْى ثم عمم).

أما البريّة: "الخَلْق "فهي من برأ - بالهمز - وستأتي وذكرناها هنا رعاية لما قد يتبادر {أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}.

وأما البُرَة - ككرة: كل حَلْقة من سِوار وقُرْط وخَلخال. فلامها واو؛ إذ قالوا بُرْوة أيضًا، ولعل سر تسميتها هو دقتها لكن على هيئة الحلقة خاصة. والحلقة تشمل ما بداخلها. فالكلمة واوية اللام تعبيرًا عن هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>