للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اهـ ببعض الزِّيادة. وأضيف أن الملحظ الأخير عن الفكر والروية كأنه متمم أو لازم لملحظ امتداد زمن العمل. كما أضيف أن مما يؤيد ملحظ الامتداد هذا أننا نسأل الشخص عن حرفته فنقول له ما عملك؟ والعرب تقول "رجل عَمُول: إذا كان كسوبًا. وفلان خبيث العِمْلة -بالكسر- أي الكسب (السعي الذي يحصّل منه رزقه).

ويمكن أن نجمل خلاصة هي أن تركيب (عمل) يعبر عن الجهد المادّي وتأثير الأشياء بعضها في بعض، ويعبَّر به عما لَهُ امداد، ووراءه فكر. وقد جاء منه في القرآن الكريم نحو ٣٥٠ مفردة بالمكررات، منها نحو ٨٠ لأداء عمل صالح و ١٦ مرة لأداء عمل سيئ، و ٢٥٠ مرة لمطلق العمل. فالراجح أنَّه عامّ بمعنى أنَّه صالح للتعبير به عن أي نشاط، يستوفى ما ذكرناه.

(عمه):

{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: ٧٢]

"أرض عَمْهاء: لا أعلام بها ".

° المعنى المحوري خلوّ الشيء من أثر مميز (الخلو من التمييز والبيان أو الهداية). كالأرض المذكورة. ومنه قيل "عَمِه (تعب): تحير مترددًا لا يهتدي لطريقه " (استوى أمامه الأمر لا تبدو معالمه) "وذهبت إبلُه العُمَّهَى كسُمَّهى وخُلّيْطَى: إذا لم يدر أين ذهبت " (استوت احتمالات الجهات التي يتأتى أن تذهب إليها).

{وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: ١٥] أي يترددون حيارى ضُلَّالًا [طب ١/ ٢١٠] وقد اقترن الفعل (يعمون) بالطغيان في خمس آيات، وبالسكرة في

<<  <  ج: ص:  >  >>