مشتقان من السَبَق: الخطر، للتزود بالشيء، أو التزويد به، أي أن هذا استعمال فرعي، ولا تضاد في معنى التركيب. وكل ما جاء مما ليسى بمعنى الإفلات أو بمعنى المُضِىّ فهو من هذا التقدم، ويضم إليه {مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ}[طه: ٩٩]. ومن السبق جاء معنى الإفلات وإعجاز المُلاحق {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا}[العنكبوت: ٤] ومثلها ما في [الأنفال: ٥٩، العنكبوت: ٣٩]{وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ}[الواقعة: ٦٠، المعارج: ٤١]. لن يُعجزونا أن نفعل بهم ما نشاء.
ومن ذلك المعنى المحوري كل ما جاء بلفظ {سَبَقَ} و {سَبَقَتْ} بمعنى (مَضَى) أي كلمة أو قول أو حكم مضى من الله عز وجل أي أُبْرِم مثل {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ}[الأنفال: ٦٨].
"السَبَل - بالتحريك: الثياب المُسْبَلة. أسبل إزاره: أرْخاه، وأسبل الفرس ذَنَبه: أرسله. وأسبل ثيابَه: طوَّلها وأرسلَها إلى الأرض، وعين سَبْلاء: طويلةُ الهُدْب. والسَبَل - بالتحريك: المطر بين السحاب والأرض ".
° المعنى المحوري امتداد إلي أسفل مع اتصال - كالثياب الممتدة إلى الأرض، وذنب الفرس يصل إلى الأرض أو يكاد إذا أرسله - وهذا ما يميزه عن ذنب الحمار والبغل، والهُدْب الطويل يصل إلى ما تحت العين، والمطر المذكور، يبدو خيوطًا ممتدة من السحاب إلى الأرض، ومنه قولهم "أَسْبَلَت السحابةُ: أرخت عثانينها إلى الأرض، والسُنْبُلة: سنبلة الذُرَةِ والأُرْزِ ونَحْوه إذا مالت (مع إضافة النفاذ عن جوف وهي مقابل النون){كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ}[البقرة: ٢٦١].