للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما اقتصر فيه على معنى الاضطراب دون قيد الرخاوة وما يشبهه "ترجرج الشيءُ: جاء وذهب ".

(رجو):

{أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} [البقرة: ٢١٨]

"الرَجَا -كفَتَى: ناحيةُ البئر من أعلاها إلى أسفلها وحافَتَيها. وكل ناحية رَجَا، وأرجاء الوادي: نواحيه ".

° المعنى المحوري إشرافُ الجسم القائم على مَهْواة فيها مادّة نافعة - كجوانب البئر والوادي. ومن النظر إلى جوانب المهواة فحسب "رَجَوا القبر: جانبا حفرته ". ومن الشكل العام لذلك "أرجاءُ السماء جَوَانبُها " {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} [الحاقة: ١٧]. (أي بعد تفتحها أبوابًا).

وإشراف الجدار ونحوه على الماء يؤخذ منه الإشراف عل نَيْل خير، كما يشعر بنقص الاطمئنان إلى يقينية الحصول عليه، وهذا هو الرجاء بمعنى الأمل والطمع، لأن الراجي ليس مطمئنًّا متيقنًا بحصول ما يرجو، بل تخالجه درجة من توقع الحرمان. وذلك واضح في تفسير قوله تعالى عن المؤمن {يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر: ٩] وهو معنى الطمع الذي يفسّر به {أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} [البقرة: ٢١٨] وكذلك ما في [النساء ١٠٤، هود ١٢، الإسراء ٢٨، ٥٧، النور ٦٠، القصص ٨٦، فاطر ٢٩] [ينظر بحر ٢/ ١٦١] أما في قوله تعالى {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ} [الكهف: ١١٠] {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} [الفرقان ٢١] وكذا سائر الآيات التي تثبت أو تنفي الرجاء في لقاء الله واليوم الآخر أو النشور أو الحساب أو أيام الله = فإن الرجاء فيها بمعنى التوقع، وهو صورة من الطمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>