للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ} [محمد: ١٥] صفة الجنَّة. {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ} [الفتح: ٢٩]: صفتهم أو وصفهم. وتفسير المِثل والمَثَل بالصفة ثابت قال به ابن عبَّاس، ويونس، والجُمَحِي، والزجاج، والأزهري، والجوهري، وهو مؤدى كلام أبي عمرو بن العلاء والخليل. وكان كلامهم عن {مَثَلُ الْجَنَّةِ}، لكنه صالح في كل ما ذكرناه؛ لأن معنى الصفة أصيل في المعنى المحوري للتركيب، كما أنَّه يؤخذ بيسر من الشَبَه. ولم يعترض إلَّا المبرد والفارسي. [ينظر في ذلك ل (مثل)، بحر ١/ ٢٤٥ - ٢٤٧، ٥٨١ - ٥٨٢]. ومن الصفة استعملت في الشبهة من الشبَه {وَلَا يَأْتُوْنَكَ بِمَثَلٍ} [الفرقان ٣٣]: بصفة أي هيأة تُغْرب أمرك، أي شُبهة تُلبِس ويعتَرض بها، وهي هنا {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} [الفرقان: ٣٢] كالتوراة والإنجيل [ينظر بحر / ٤٥٥، ٥٦]. {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ} [البقرة: ١٧١]: (هيأة حالهم). {ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا} [النحل: ٧٥]: (نَصَبه ذا هيأة خاصة يجرى مثلها) {سَلَفَا وَمَثَلًا لِلآخِرِينَ} [الزخرف ٥٦] هيأة منصوبة يعتبرون بها. وكذا {وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا} [الزخرف ٥٩] (والتمثيل بالقتيل تحويلُ هيأته إلى هيأة أخرى)، والمَثُلات: العقوبات التي تُصيب المجرم فتنصبه مثلًا وعبرة: {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ} [الرعد: ٦]. {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} [طه: ٦٣]، أي الفضلى الحسنى [نفسه ٦/ ٢٣٨] أخذا من التشخص والقيام. وكأنهم يريدون الأقوم.

° معنى الفصل المعجمي (مث): رشح الشيء مما بباطنه - حقيقة أو في صورة كالمجازية -كما يتمثل في مث السقا. والحميث: رشحهما، ومث الجرح: نَفْى غثيثته

<<  <  ج: ص:  >  >>