ثم من هذا:"بَطِلَ في حديثه (كتعب) وأَبْطَلَ: هَزَل (قول فيه معنى غير صحيح وغير مفيد) والباطل: ضد الحق ": {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأعراف: ١١٨]: (لم يُفد فأُهْدِرَ ولم يعط الثمرة التي رَجَوْها)، {لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى}[البقرة: ٢٦٤]: (لا تُهدروها)، {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا}[ص: ٢٧]: (كُتَلًا جامدة عبثا بلا غاية من وراء خلقها، بل لنقيم عالما تتجلى فيه قيُّومِيَّتنا وجلالنا وجمالنا، ولتستخرجوا منه الدلائل والآيات على وجود البارئ - عز وجل - وصفاته). "والمُبْطِل: الذي يأتي بالباطل "{أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}[الأعراف: ١٧٣] يقصد المشركين من آبائهم [ينظر قر ٧/ ٣١٦]. وكل ما ذُكر في القرآن من هذا التركيب فهو بمعنى المُهْدَر؛ لأنه غير صحيح أو غير نافع.
"البَطْن - بالفتح من الإنسان وسائر الحيوان: معروف، ومن كل شيء: جَوْفُه. وبَطْن الأرض وباطنها: ما غمَض منها واطمأن/ الداخلُ منها ".
° المعنى المحوري هو: التعبير عن الجوف الداخلي للشيء حيث يَخْفَى فيه ما يدخل إليه: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا}[آل عمران: ٣٥]، {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ}[النحل: ٦٩]. و "بَطَنَ الشيءُ: خَفِىَ "(كأنه في بَطْن): {وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ}[الحديد: ٣] الذي لا تناله الحواس. وفُسّر (الباطن) أيضًا بأنه يعلم ما خفي (ينفذ علمه إليه). {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}[الأنعام: ١٥١] أي خفي {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}