للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السَفْح: الصبّ. لكن قولهم: "السفيح: الكساء الغليظ، والسَفيحان: جُوَالِقان كالخُرْج يُجعلان على البعير "، هما من الكثافة في المعنى المحوري. الكساء الغليظ كثيف، والجوالق يكدّس فيه.

(سفر):

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} [عبس: ٣٨، ٣٩].

"سفر البيتَ (ضرب): كَنَسه. والمِسْفرة: المكنسة. وأصله الكشف. سفرت الريحُ الغيمَ عن وجه السماء: فرّقته وكَشَطته عن وجه السماء، والريحُ الترابَ والورَقَ: كنسته. السَفير: ما سقط من ورق الشجر وتحاتّ. انسفر مقدم رأسه من الشعر: إذا صار أَجْلَح ".

° المعنى المحوري كشف ظاهر الشيء أو أعلاه بزوال ما يعروه أو يغشاه كما في كنس أرض البيت، وكما في إزالة الريح الغيمَ والتراب والورق، وخلو منبت الشعر منه. ومن ذلك: "فرس سافر اللحم، أي: قليله (كأنه زال عنه)، والسَفْر - بالفتح: الأثر يبقى على جلد الإنسان " (كأنه أثر كشطٍ لبعض الجلد).

ومن ذلك السفَر وقد عرّفوه بأنه قطع المسافة. ويمكن أن يقال إنه مفارقة (إرادية) للمقر بابتعاد أو استرسال. وهذا القيد (بابتعاد أو استرسال) يؤخذ من كون المفارقة أو الزوال في الاستعمالات السابقة ليست قريبة العودة، كما في سقوط ورق الشجر والشعر، وزوال الكُناسة. ويؤخذ أيضًا من تعريفهم السفَر بأنه قطع المسافة، ومن قولهم: سافرت إلى بلد كذا. وما جاء في الحديث: "يا أهل البلد صلُّوا أربعًا فإنا سَفْرٌ "؛ فالبلاد لم تكن حينذاك متقاربة. ويعتبر ذلك بالسفر من مكة إلى الطائف أو إلى جدة مثلًا. فالمسافة البعيدة قَيْدٌ من صُلب معنى

<<  <  ج: ص:  >  >>