دَهاه. وقد أدَّته داهية {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا}: منكرًا عظيمًا -[قر ١١/ ١٥٦، وابن قتيبة ٢٧٦] وقد جعله الراغب من الجلَبة. وهذا مَسْخ للمعنى الذي تقول الآيات التالية عنه. {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا}[مريم: ٩٠].
"الوادي: كُلُّ مَفْرَجٍ بَينَ الجبالِ والتِلالِ والأَكَم .. يكون مَسْلَكًا للسَيْل ومَنْفَذًا. والوَدِىّ -كغَنِيّ: فَسِيلُ النَخْل وصِغَارُه، والسائلُ اللَزِجُ الذي يخرج من الذَكَر بعد البَول، وهو الوَدْىُ -بالفتح -أيضًا. وَدَىَ الحمار والفرس: أدلى ليبوك ".
° المعنى المحوري حَيّزٌ يمتدّ دقيقًا منصوّبًا يسيل فيه مائع برفق. كالوادي فهو مسيل منحدِر هابط يسيل إليه ماء المطر فيحوزه ويجرى فيه ممتدًّا برفق وهوادة لأنه يتجمع من ماء المطر شيئًا بعد شيء. والوَدِيّ الذي يسيل من عضو الرجل بعد البول سائل يخرج بلا دَفْق، والوَدِيّ الذي هو فسيل النخل وصغاره ينبت أي يمتد من أصل النخلة قليلًا قليلًا وهو ممتد البقاء، وكلاهما كان مَحُوزًا في باطن مصدره. وقولهم وَدَي الحمارُ بمعنى أدْلَى هو من ذلك، والدِيَة (أصلها اللفظي. وِدْيَة) مالٌ كان محوزًا يخرجه القاتل إلى وَلى الدم بيُسْر، لأنه ينقذ به نفسه من القصاص، ولعل المقصود بالاسم هو حَوْزُ الولِيّ إياها. {وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ}[النساء: ٩٢]. ومن أودية الماء قوله تعالى {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}[الرعد: ١٧]، {إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ}