للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حُزْن. وكذا تضَعْضَع: قَل مَالُه وافتقر (ذهب غلظ بدنه وما كان تجمّعَ من ماله).

ومن صوَره: "الضَعُّ رياضةُ البعير والناقةِ وتأديبُهما إذا كانا قضيبين (أي لم يُرَوَّضا ففي حركاتهما غِلَظٌ وجفاء فيُذَلَّلان بالضَغّ: الترويض). ومنه كذلك "الضعضعة: الخضوع والتذلل " (ذهاب غلظ العزة والشموخ).

(ضوع - ضيع):

{يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: ١٧١]

"ضَيعَةُ الرجل - عند الحاضرة: مالُ الرجل من النخل والكَرْم والأرض، وكذلك الأرض المُغِلَّة. تضوعت الرائحة وتضيعت: فاحت وانتشرت ".

° المعنى المحوري بُعْدُ الشيء أو انتشارُه بعيدًا عن المتناوَل: كضيعة ساكن الحضر التي تكون في موقع قَصِيٍّ عن الحاضرة. وكالرائحة المنتشرة لا تُحاز. ومنه "ضاعت الريحُ الغصنَ تَضُوعه: أَمَالَتْه (أبعدته عن موضع امتداده)، وضاع


= أو رخاوة، والفصل منهما يعبر عن هدم بضغط صدم أو نحوه لما كان ناتئًا غليظًا قويًا كضعضعة الجِدار: هَدْمِه حتَّى الأرض فبلوغ الانهيار إلى الأرض يعبر عنه تكرار الحرفين. وفي (ضوع ضيع) تعبر الواو عن اشتمال والياء عن اتصال. ويعبر التركيبان عن كون الانبساط على الأرض (وهو الصورة بعد الانهيار) -أصيلًا أي مشتملًا عليه تتأكد صورته بالبعد كالضيعة: مال الرجل (من أهل الحضر) من النخل والكرم والأرض يكون بعيدًا. وكتضوع الرائحة وتضيعها. وفي (وضع) تسبق الواو بالتعبير عن الاشتمال، ويعبر التركيب عن كون الهُوى بالشيء إلى مقره هو المقصود هنا. وفي (ضعف) تعبر الفاء عن الطرد والإبعاد، ويعبر التركيب. معها عن خروج بقوة (طرد - إبعاد) لشيء غليظ من أثناء جرم كخروج الولد من الضاعف: الحامل وذهاب العينين من الضعيف: الأعمى.

<<  <  ج: ص:  >  >>