للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وهو يكون في النفس أوّلًا- ينظر [تاج] والصيغة للطلب {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (٢٤) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى} [النجم: ٢٤ - ٢٥] (والواحدة أُمنِيّة وجمعها أمانيّ) ثم منه "التمني: الكذب واختلاف الحديث وافتعاله ". وهو يُزَوَّر في النفس أولًا- كذلك. ومعنى التشهي والكذب فيهما تَوَلُّدٌ وقتي. وسائر ما في القرآن من التركيب فهو إما من التمنّي: التشهي، أو من إمناء المنيّ. وأما (مناة) {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: ٢٠] فهي صنم كان لهذيل وخزاعة- بين مكة والمدينة، فلعل أصل الاسم على صيغة (فَعَلة) وهي تأتي للفاعلية فكأن معنى اسمها (المقدَّرة أو المبينة للبخت) - على زعمهم.

أما قولهم: "دارى بمَنَى داره أي بإزائها "فمن الأصل أي على امتدادها في حَيّزها. والحرف (مِنْ) لابتداء الغابة يؤخذ من خروج الشيء في وقته في المعنى المحوري.

(أمن):

{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: ٥٣]

"ناقة أَمُون: أمينةٌ وثيقةُ الخلق. قال طرفة: [أمونِ كألواح الإران]

وهو التابوت من خشب) وقال أبو الربيس [ل فوق]:

يكادُ يَفُوقُ المَيْسَ ما لم يَرُدّها ... أمينُ القُوَى من صُنْع إيمن حادر

فوصف الزمام القَويّ بأنه أَمِينُ القُوَى. (المَيس: الرحْل. يفوق: يكسر- حادر: غليظ). وقال الحويدرة: [ونَقِي بآمَنِ مالِنا أحسابَنا]

أي بِغالي مَالِنا. ويقال: "شربت مِنْ آمَنِ الدواء، وأعطيتُه من آمَن مالي "- بالمد فيهما كأن معناه من خالص مالي ومن نَقِيّ الدواء.

<<  <  ج: ص:  >  >>