"البُرْأة - بالضم: قُتْرة الصائد التي يكمن فيها (١). والبريء: الصحيح الجسم والعقل المُتَفَصِّى من القبائح المتنحى عن الباطل. بَرِئ المريض من المرض: شُفِىَ وتخلص مما به ".
° المعنى المحوري هو: سلامة الحي وخلوصه مما يكتنفه أو ينقصه: كما تغطي البُرأةُ الصائدَ فيَسْلَم مما حوله. وكما يَبْرأ المريض من علته {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ}[آل عمران: ٤٩] ومنه التَفَصِّى والخلوص أو التخليص من الدَّيْن والعَيْب، والتهمة، وكل ما يظنُّ أنه شرّ:{فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا}[الأحزاب: ٦٩]، {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ}[القصص: ٦٣]{إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ}[الزخرف: ٢٦]، {بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ}[الأنعام: ١٩].
ومن خلوص الشيء سالمًا من بين ما يكتنفه يأتي معنى الخَلْق؛ لأنه استخلاصٌ أيًّا كان المستخلَص. ومنه {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا}[الحديد: ٢٢] نخلقها. والظاهر أن الضمير يعود على المصيبة [بحر ٨/ ٢٢٤] ومنه: "برأ الله الخلق: خلقهم "(متميزًا بعضهم من بعض أنواعًا بل وأفرادًا. والتميز خلوص وعدم التباس)، "والله سبحانه البارئ "{فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}[البقرة: ٥٤]، {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ}[الحشر: ٢٤]، {أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}،