وأفعل التفضيل (أشد) أصيلًا (أشد العذاب) أو موصلًا (أشد حبًّا)(أشد قوة) ولا يخفى ما يدخل تحت أي من ذلك.
وفي قوله تعالى:{حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} [الأنعام: ١٥٢ ومثلها كل (أشدكم)(أشده)(أشدهما)] قالوا إن كلمة "أشُدّ "جمعٌ واحدُه شِدة -بالكسر، أو شَدّ- بالفتح أو الكسر، وقيل جَمْع لا واحد له [ل ٢٢١ - ٢٢٢] ولعل في ذلك إشارة لجوانب بلوغ الإنسان أَشُدّه في الجسم والعقل وغيرها ".
وفي قوله تعالى:{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}[العاديات: ٨] فسِّر الشديد هنا بالبخيل -كما في قول طَرَفة بن العبد:
[ينظر رسالة الخطابي ضمن كتاب "ثلاث رسائل في إعجاز القرآن]) وذلك صحيح لغويًّا من حيث إن البخيل يتوثق ارتباطُ ما في حوزته من المال إليه توثقًا بالغًا؛ بحيث لا يفلت منها.
"الشِيدُ -بالكسر: كل ما طُلِيَ به الحائط. شاده يشيده: جَصَّصَه. وبناء مَشِيد: معمول بالشيد. وكل ما أُحْكِم من البناء فقد شُيّد ".
° المعنى المحوري شَدُّ نحوِ البناء بما ينتشر عليه فيُمسكه شديدًا: نحو الجِصّ. {وَقَصْرٍ مَشِيدٍ}[الحج: ٤٥]، {فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}. أما ما قالوه من: شيدت البناء - ض: طوَّلته "فهو من لازم الأصل؛ إذ لا يستطاع رفع البناء عاليًا إلا إذا كان شديد الأصل والأساس.