حتى استشعروا القنوط [ينظر نفسه ٤/ ٣١٠]. وسائر ما في القرآن من التركيب هو من اليأس: القنوط أيضًا - عدا {أَفَلَمْ يَيأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا}[الرعد: ٣١] فإن العلماء فسروا (ييأس) - بـ (يعلم)، وجاءوا لها بشاهد ثابت. وهو يتأتي اشتقاقيًّا من (وجود معنى في النفس) في المعنى المحوري للتركيب. ثم قيل إن يئس بمعنى (علم) من لغة هوازن، أو من لغة خثعم. لكن بعضًا من العلماء فسروا اليأس في هذه الآية بالقنوط على أن المعنى أفلم ييأس (الصحابة) الذين آمنوا من إيمان كفار قريش- الذين وصفهم الله بأنهم لا يؤمنون، لأنه تعالى قال بعدها: إنه لو يشاء لهدى الناس جميعًا [ينظر ل، بحر ٥/ ٣٨٣] وكأن الآية عتاب للطامعين في إيمان بعضٍ من الكفار، بأعيانهم - في حين أن هؤلاء الكفار هم من الذين {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (٩٧)} [يونس: ٩٦، ٩٧].
"اليُبْس- بالضم: نقيض الرطوبة. حَطَبٌ يَبْسٌ. يقال لكل شيء كانت النُدُوَّة والرُطُوبة فيه خِلقة:(يَبِسَ) فهو يَيبس يُبْسًا، وما (كانت) فيه عَرَضًا قلت جَفَّ. يقال لما يَبِس من أحرار البقول وذكورها: اليبيس والجفيف والقفيف. شاة يَبَسٌ ويَبْسٌ: انقطع لبنها فيبس ضرعها ولم يكن فيها لبن. يَبِست الأرض: ذهب ماؤها ونداها. وتَيبيس الشيء: تجفيفه ".
° المعنى المحوري جفاف الشيء بذهاب رطوبته ونَدَاه منه: كالحَطَب والبقول والأرض المذكورات. ومنه: "اليَبَس- بالتحريك: المكان يكون رطبا ثم