كما يضم الجُوَالق ما يوضَع فيه، وكما تُحيط جوانبُ الروضة، والوادي. والفم بما بينها، وصَفْحتا العنق كالجدارين حوله. ومنه "لدَّه عن الأمر: حَبسَه "(حَجَزه).
ومن لديدي الفم أخذ "اللَّدُود "وهو دواء يُصَبّ في الشِدْق.
ومن التراكم مع الاحتجاز أُخذ معنى اللزوم وعدم المفارقة "الأَلدّ: الخصِم الجدِل الشحيح الذي لا يرجع إلى الحق (لا يُفارق رأيُه مهما بان له بطلانه){وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}[البقرة: ٢٠٤]. وجمعه (لُدٌّ) وهو ما في آية التركيب.
يقال: "رأيتُه لدى باب الأمير، وجاءني أمر من لَديكَ، أي مِنْ عِندكَ ".
° المعنى المحوري المكان الذي يكون فيه الشيء (يَحتبِس فيه الشيءُ وَيمتسِك)، {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ}[يوسف: ٢٥]. {لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ}[النمل: ١٠] كان المعنى: لا يخافون غيري أيا كان وهم في مقام كلامي "وقيل لا يخافون في الموضع الذي يُوحَى إليهم فيه، وهم أخوف الناس من الله [بحر ٧/ ١١٥٥]{لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا}[الأنبياء: ١٧] لو أردنا اتخاذ لهو لاتخذناه من جهتنا مما يناسب الجلال- لا ما تزعمون. لكن جناب المولى يجل عن ذلك. (والتعبير بـ (لو) ثم (إن) في {إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ} يعطي هذا التنزيه.
= عن امتداد جوفي لطيف، ويعبّر التركيب المختوم بها عن سَرَيان لُطْفٍ ورقة في الجوف، كما في القناة اللَدنة.