للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما يضم الجُوَالق ما يوضَع فيه، وكما تُحيط جوانبُ الروضة، والوادي. والفم بما بينها، وصَفْحتا العنق كالجدارين حوله. ومنه "لدَّه عن الأمر: حَبسَه " (حَجَزه).

ومن لديدي الفم أخذ "اللَّدُود "وهو دواء يُصَبّ في الشِدْق.

ومن التراكم مع الاحتجاز أُخذ معنى اللزوم وعدم المفارقة "الأَلدّ: الخصِم الجدِل الشحيح الذي لا يرجع إلى الحق (لا يُفارق رأيُه مهما بان له بطلانه) {وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} [البقرة: ٢٠٤]. وجمعه (لُدٌّ) وهو ما في آية التركيب.

(لدى):

{وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيءٍ عَدَدًا (٢٨)} [الجن: ٢٨]

يقال: "رأيتُه لدى باب الأمير، وجاءني أمر من لَديكَ، أي مِنْ عِندكَ ".

° المعنى المحوري المكان الذي يكون فيه الشيء (يَحتبِس فيه الشيءُ وَيمتسِك)، {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} [يوسف: ٢٥]. {لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} [النمل: ١٠] كان المعنى: لا يخافون غيري أيا كان وهم في مقام كلامي "وقيل لا يخافون في الموضع الذي يُوحَى إليهم فيه، وهم أخوف الناس من الله [بحر ٧/ ١١٥٥] {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} [الأنبياء: ١٧] لو أردنا اتخاذ لهو لاتخذناه من جهتنا مما يناسب الجلال- لا ما تزعمون. لكن جناب المولى يجل عن ذلك. (والتعبير بـ (لو) ثم (إن) في {إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ} يعطي هذا التنزيه.


= عن امتداد جوفي لطيف، ويعبّر التركيب المختوم بها عن سَرَيان لُطْفٍ ورقة في الجوف، كما في القناة اللَدنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>