للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نوح: ٢٣] ولعله سمي كذلك لأنه راعيهم، (حسب زعمهم) أي من سَوْع الإبل.

ومن الأصل المادي اليائي: "السَيْع - بالفتح: الماء الجاري على وجه الأرض. وساع الماء يسيع: اضطربَ وجرى "فهذا تسيُّب مع اتصال. ويلحظ الهدوء والتمهل في العبارة الأولى، وتحمل الأخيرة عليها. ومن هذا: "ساع الشيء يسيع: ضاع " (ذهب، فهو امتداد، لكن بلا عودة).

(وسع):

{رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا} [غافر: ٧]

"السَعة: نقيض الضيق. جمل وفرس وساعٌ - كسحاب: واسع الخطو سريع السير ".

° المعنى المحوري انفساح وانبساط في جوف الشيء الملتحم ليضُم ما يوضع فيه. والخطوة الواسعة حيز منبسط بين موقع الرِجْل وموقعها التالي: {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} [العنكبوت: ٥٦]، ومن هذه السعة المادية ما في [النساء ٩٧، الزمر ١٠] ويتأتى في {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: ٤٧]. ومنه بكيفية يعلمها الله {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: ٢٥٥]. ومنه تعبيرا عن الشمول التام {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} [غافر: ٧]. ومن هذا وما إليه من الفضل والمغفرة كل لفظ (وسع) في القرآن.

والوُسْع - بالضم: الطاقة (كل المختزن في باطن الإنسان من قدرة) {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦]. وكذا كل (وُسْع) في القرآن

<<  <  ج: ص:  >  >>