للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه حُرود: اشتدت إغارة قُواه حتى تعقدت وتراكب (القُوّة هنا: أحد الحبال الدقيقة التي تفتل معا فتكوّن الحبل الغليظ، وبشدتها يَيْبَس، وهي له كالباطن) ومنه "المُحَرّد من الأوتار -كمُعَظَّم: الذي يظهر بعض قواه على بعض وهو المُعَجر. وبيت محرّد: مسنَّم (كان غليظًا في جوفه جعل وسطه ناتئًا) والحِرد -بالكسر: مَبْعَر البعير والناقة (مخرج الشيء الندِيّ والغض) وحَرَدت من سنام البعير حَردًا: قطعت منه قطعة " (شحم السنام طرى في باطنه والقطع إذهاب).

ومن معنوى ذلك "حَرِد الرجل: غَضِبَ أو اغتاظ فتحرَّشَ بالذي غاظه وهمَ به (جفافٌّ وحِدّة فى الجوف) وحَرَد الرجلُ (ضرب): قصَد ". (النية عمدة في القلب) {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (٢٣) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (٢٤) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} [القلم: ٢٣ - ٢٥] على نية عقدوها {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ} وجفاف الباطن في المعنى المحوري يتأتى منه (المنع) أيضًا، وهو أولى في الآية كحِرَاد النوق. والغضب يتأتى من جفاف الباطن أيضًا، ولكن لا وجه له في الآية إلا لمعنى المنع أو القسوة المؤدية إليه. ومن الأصل "حَرَد حرودًا: تنحّى عن قومه ونزل منفردًا " (جفاف أو جفاء قلبي).

(حرس):

{وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا} [الجن: ٨]

"بناء أَحْرَسُ: أصم قديمٌ عَادِيّ أتى عليه الحَرسُ وهو الدَهْر. والحريسة: جدار من ججارة يُعْمَل للغنم لأجل الحراسة لها والحفظ ".

° المعنى المحوري بقاء الشيء بحفظه من أن يُنفذ (إليه): كالبناء الأصم، وكعمل جدار الغنم. والواضح أن المقصود أنه حائط يحوطها. ومن هذا حَرَسَ

<<  <  ج: ص:  >  >>