للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فضو):

{وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} [النساء: ٢١]

"الفضاء: الخالي الفارغ الواسع من الأرض. ومكان فاضٍ ومُفْضٍ: واسع. وضَرَبَه بمرضَافةٍ وَسَطَ رأسه حتى يُفْضِيَ كلُّ شيء منه أي يصير فَضَاء. والمُفْضَاة: الشريم: من صار مسلكاها واحدًا. تَمْرفَضًا: مَنْثُورٌ مختلط. وبقي من أقرانه فَضًا أي وَحْدَه. وسَهْمٌ فَضًا: مُفْرد ليس في الكنانة غيره ".

° المعنى المحوري خلاء عامّ محيط بلا تعلق أو حاجز: كالمكان الفاضي، وكإفراغ الرأس مما فيه، وخُلُو المَسْلَك من حاجرٍ يحجز بينه وبين السمّ الآخر، وكالتَمْر الفَضا كل تمرة منه وحدها ليست ممسكة في غيرها أي حولها خال، وكذلك السهم. ومن ذلك: "أَفْضي فلان إلى فلان: وصل إليه وأصله أنه صار في فرجته وفضائه وحيزه " [ل] (أي بلا حاجز بينهما). و "أفضى يده إلى الأرض: مسها بباطن راحته (بلا حائل) في سجوده، {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} أفضى إلى المرأة: خلا بها غَشِيَ أو لَمْ يَغْشَ " (أي بلا حائل بينه وبينها فيصدق (أ) بمجرد الخلوة والتمكن من المباشرة ولو بلا جماع (ب) - وبالجماع من باب أولى، لكنه ليس نصًّا فيه كما هو واضح - وقد ورد القولان في [قر ٥/ ١٠٢] وعلي القول بأن المراد الجماع يكون كناية، وهو معنى قول ابن عباس: إن اللَّه كريم يكنى عما يريد [طب ٨/ ١٢٥] ثم إن السياق -وهو هنا الجمع بين الإفضاء والميثاق الغليظ- يقضي بأن المراد الجماع.

ومنه: "أمرهم بينهم فضًا أي سواء " (أي لا يعلَق بواحد خاصة).

<<  <  ج: ص:  >  >>