[اختلف اللغويون في أصل مسمى لفظ البحر: أهو الشق العظيم الذي فيه الماء، أم الماء نفسه؟ ثم أهو ما كان ماؤه ملحًا، أم يشمل ما كان ملحًا وما كان عذبًا؟ وليس هناك دليل يحسم أمر الجزئية الأخيرة].
والذي أرجحه أن العرب كانوا يستعملون لفظ البحر للشق العظيم المنبسط المملوء ماء: مِلحًا أو عذبا كدجلة والنيل. وفي الصحاح:"البحر: خلاف البرّ "، وقال الأزهري:"كل نهر لا ينقطع ماؤه، مثل دجلة والنيل وما أشبههما من الأنهار العذبة الكبار، فهي بحار "، لكن سياق أكثر ما في القرآن من (البحر) يصدق في الملح أكثر؛ من حيث إنه مَضِلَّة يحتاج إلى هداية وفُلك الخ. ومن هذا استعماله في العمق الذي يستنقع فيه الماء:"البَحْرة: الأَوقة (رَكِيّة واسعة عمقها نحو قامتين) يستنقع فيها الماء. أَبحرت الأرضُ: كثرت مناقع الماء فيها ". ثم استعمل في الشق، أو الفجوة العظيمة بلا ماء "البَحْرة: الأرض والبلدة. بَحْرتنا: بلدتنا "ومن هذا "البَحْر: عُمق الرحم. ومنه قيل للدم الخالص الحُمرةِ: باحِرٌ وبَحْراني "؛ لأنه من هذا العمق.
° المعنى المحوري هو: شَقٌّ عظيم، أو فَجْوة عظيمة، في جرم شديد، تَشْغلها مادة مسترسلة الحركة: كالبحر، وهو شق عظيم يلزمه ماؤه الملح (واستعمل في ذي الماء العَذْب عندما يُشبه ذا الماء المِلْح في السَعة وكثرة الماء).