{فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ}[الشعراء: ٢١]، {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ}[الأحزاب: ١٦]. وكل ما في القرآن من التركيب هو من الفرار المباعدة بخفة أي سرعة:{يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ}[القيامة: ١٠] أي المكان الذي يمكن أن يَفِرّ إليه.
° المعنى المحوري شق أو فصل مع تهيئة أو تهيؤ (أي شق أو فصل لصَلاحٍ): كفَرْي الجِلْد مع تَهْيئته ليكون مَزَادة، وكانْفِصال اللبنِ في وعائه، وانْبِجاس الماء من العين إذ يتجمع فينفجر. ومن تعميم ذلك بالتجاوز عن قيد التهيئة:"فَرَاه يَفْريه: شَقّه صالحًا أو فاسدًا، وتَفَرَّى: انشق ".
ومن معنويه: "فَرَى الكذبَ وافْتراه: اخْتلقه (استخرجه أو ابْتكرهُ من عند نفسه وهيّأه): {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ}[النحل: ١٠٥]، {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ}[يونس: ٣٧]: ما صح ولا استقام [ذلك] مع كونه جامعًا للأوصاف التي يستحيل (مع) وجودها فيه أن يكون مفتري [بحر ٥/ ١٥٨]. وقريب من هذه الآية ما في [يوسف: ١١١]. وكل ما في القرآن من لفظ الافتراء فهو بمعنى اختلاق ما لا حقيقة له. {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا}[مريم: ٢٧] فُسّر الفَرِىّ بالشيء العظيم المفتَرى، وبالمختلق المفتعل،