و "تزاهد الناسُ حد الخمر .. رأوه زهيدًا "واستعمال التركيب في القليل مطلقًا توسيعا بتجاوز القيود.
وقد استعمل التركيب في الحَزْر، وهو بيان القدر بالتقريب في قولهم "زَهَد النخل "(فتح): خَرَصه وحَزَره (أي قدّر مجموع ما يخرج منه). ومأخذ هذا من المعنى المحوري هو أن الاحتباس عن الشيء يُبقى كَمَّه كما هو، وهذا مدخل لتقدير كمّه. وأقوى من هذا أن تعبير التركيب عن القلة أصيل، والقلة تيسر بيان القَدْر - وهذا تلازم كما في التركيب (قدر){فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}[الفجر: ١٦]{وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}[سبأ: ١١]{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}[الفرقان: ٢].
"الزَهْر - بالفتح: نَوْرُ كل نبت، وخصه بعضهم بالأبيض. والأزهر: القمر، واللبنُ ساعةَ يُحْلَب، والأبيض المستنير/ المشرق، وكل لون أبيض كالدُرّة الزهراء. زَهَر الزَنْد: أضاءت نارُه, والنارُ: أضاءت، والسراجُ: تلألأ كازدهر ".
° المعنى المحوري بياض يستطاب ويستطرف يكون في الشيء أو منه مع رقة وإشراق. كزَهْر النبت في بياضه ورقته، وضوء القمر مع رقته، وكذا بياض اللبن ورقته، وبريق الدُرَّة وصفائها ورقتها. وضوء النار والسراج مع لطف لهبهما أي كونه ليس مادة كثيفة. ومنه "المِزْهَر - بالكسر: العود "(للأنغام الرقيقة التي تصدر عنه).
ولملحظ الاستطابة مع الرقة والإشراق فى الأصل عُبِّر بزهرة الدنيا عن حُسْنها وبهجتها، وغضارتها. {زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. ولهذا قيل: "قضيتُ من