فسرت كلمة "زمهرير "في الآية الكريمة بالبرد الشديد. وقد قيل إن الكلمة معربة عن الفارسية "زم ايرير "أي ضباب بارد "ولكن تناول الكلمة مقطعة يعطي احتمال عروبتها فقد مر أن "زم "تعبر عن كثرة ما ينضم عليه الشيء أي ضم الشيء الكثير، وأشهر ما ورد من ذلك هو ضم الماء. والهُرّ والهُرْهُور، - بالضم، والهَرْهار - بالفتح، والهُراهر - كتماضر: الكثير من الماء واللبن "- وعلاقة الماء والبرد تحولية طبيعية فالثلج منه وإليه. وقد مر بنا الآن أن الزمَه: شدة الحرّ. والحر والبرد كلاهما حِدّة تشيع في الجو. والعرب تقول إن "البرد يَحُسّ النبات أي يُحْرقه "فيعبرون عن أثر البرد بالإحراق كأثر النار. وقد عالج ابن فارس كثيرًا من الكلمات فوق الثلاثية بمثل ما ذكرناه. وقال في هذه "وأما الزمهرير فالبرد. ممكن أن يكون وُضِع وَضْعًا، وممكن أن يكون مما مضى ذكره (يقصد على قياس الثلاثي (أي من زهر الشيء أضاء والميم زائدة)) من قولهم: ازمهرت الكواكب. وذلك أنه إذا اشتد البرد زَهَرت إذًا وأضاءت "[مقاييس اللغة ٣/ ٥٥].
° معنى الفصل المعجمي (زم): ضم الكثير باكتناز - كما في زمّ القِرْبَةِ: مَلْئِها في (زمم)، وكما في الزمرة الجماعة المرتبطة معًا (= الفوج) - في (زمر)، وكما في اقتران حملين أو شخصين - في (زمل)، وكما في شيوع حدة الحر - في (زمه) , وحدة البرد في (زمهرير).