وينسج ثيابًا. وأقول إنه سمي قطنًا إما لأن شجره يبقى في الأرض عشرين سنة - كما نقل في [ل عن أبي حنيفة الدينوري]، أو لأنه يشيع اتخاذه ثيابًا وسرادقات. تستر لابسها والمستكن بها. والستر من اللزوم أي لزوم الساتر للابس والمستكن كما نأخذ نحن من كلمة ابن عباس الآتية. وبروز ملمح اتخاذ القطن نسيجًا فيه عنه في الصوف والوبر والشعر سببه أن الصوف والوبر والشعر شأنها الأول تدفئة تلك الأنعام، أما القطن فنفعه البارز هو أن يتخذ نَسيجًا وثيابا. ومن اللزوم أيضًا "القَطِنة - بفتح فكسر: مثل الرمانة تكون على كرش البعير وهي ذات الأطباق "فهي أطباق متلازمة "والقِطَان: شِجَار الهودج "فهو الخشب الذي تُنْصَب عليه ثياب الهودج ولولاه لم تنتصب فهي ملازمة له. "والقطين: تُبَّاعُ الملك ومماليكُه/ الخَدَمُ والأتباع والحَشَم "فهم ملازمون لسادتهم.
وفي قوله تعالى:{وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} جاء في [ل] قال الفراء قيل عند ابن عباس: هو وَرَقُ القَرْع فقال ابن عباس وما جَعل القرع من بين الشجر يقطينا؟ كل ورقة اتسعت وسترت فهي يقطين.
° معنى الفصل المعجمي (قط): نوع من القطع باستواء وتسوية أو توال كما يفعل القَطّاط الذي يصنع الحقق - في (قطط)، وكقطر المطر وغيره في دقة حَبّاته وتواليها - في (قطر)، وكما في القَطيع: الغصن تقطعه من الشجرة - في (قطع)، وكما في القِطف العنقود (الذى شأنه أن يقطف)، وكذلك القطيفة التي تُقَصّ الخيوط الممتدة على وجهها - في (قطف)، وكما في القطمير الخُيَيْط القصير الذي في شق النواة في (قطمر) وكلزوم المكان - في قطن، إذ لزوم مكان ما هو انقطاعٌ عن سائر الأمكنة.