للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليأخذوها {ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ} [الفتح: ١٥] أخبر الله عز وجل أنهم عند الرد {قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا} [الفتح: ١٥]، فإن المخلفين سيقولون {بَلْ تَحْسُدُونَنَا} [الفتح: ١٥] فهم لما اعتقدوا أن المؤمنين يريدون حِرمانهم من الفوز بالغنيمة سَمَّوا ذلك حسدًا. وانظر [قر ٢/ ٧١] ومنه {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: ٥].

(حسر):

{وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} [الأنبياء: ١٩]

"انحسرت الطير: خرجت من الريش القديم إلى الحديث. وتَحسَّر الويرُ عن البعير والشعرُ عن الحمار: سَقَط. وحَسَر الغصنَ (ضرب): قشره، والبيتَ: كنسه. والحاسر (من الحاربين) خلافُ الدارع، والذي لا بيضةَ علي رأسه ".

° المعنى المحوري زوال ما ينبت أو يلزم لتغطية الشيء تغطيه لازمة لحفظ قوامه زوالًا متواليًا أو بالغًا. كزوال الريش والوبر والشعر مرة بعد أخرى، وقَشر الغصن، وعدم الدرع والبيضة، إذ المفروض أو المعتاد أن يلبسهما المحارب فكأنهما كانا فزالا.

ومن زوال ما له أثر من جنس الحفظ والحماية (الريش والوبر إلخ) قالوا "حَسرَت الدابة (تعب): أعيت وكَلّت تَعِبت حتى تُنْقِى: يذهب نخاع عظمها ويَدِق قَصَبها. وحَسَرُ البصَر: كَلالُه " {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} [الملك: ٤] واستحسرت لناقة: أَعْيَتْ. {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} [الأنبياء: ١٩]: لا يَعْيَوْن [ابن قتيبة ٢٨٥، طب ٩/ ١٧، قر ٤/ ٢٤٧، ١٨/ ٢١٠، ١١/ ٢٧٧، وقال في [٥ ١/ ٢٣] {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} [مريم: ٣٩]: حقيقة الحسرة أن يلحقه من الندم ما يصير به حسيرًا. (وأرى ذلك من تبين

<<  <  ج: ص:  >  >>