للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن عظم الجرم، دل على الكثرة "اغْلَولَبَ القومُ: كثروا ". ومن الشدّة قيل: "غلبه (ضرب - غَلْبًا) وغَلَبًا وغَلَبَةً -بالتحريك، ومَغْلبًا ومَغْلَبة: قَهَره " (قاواه فقوِىَ عليه وعَلاه بقوته): {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: ٢٤٩]، {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} [المؤمنون: ١٠٦] من قولهم: غلبني فلان على كذا: إذا أخذه منك وامتلكه [بحر ٦/ ٣٨٩]. {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ} [الكهف: ٢١] هم الولاة أو طائفة مؤمنة [ينظر بحر ٦/ ١٠٩] وسائر ما في القرآن من التركيب هو من الغَلَب: القهر.

(غلظ):

{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: ٧٣]

"الغَلْظُ من الأرض -بالفتح: الصُلْب. وأَرْضٌ غليظة: غيرُ سَهْلة. وثَوْبٌ غليظ: ضدُّ الرقيق. وغَلُظَت السُنبلة واستغلظت: خرج فيها الحَبُّ ".

° المعنى المحوري عِظَم الجِرم وتجسمه مع صلابة، ويلزمه الشدة والقوة، والحدّة (هذه تؤخذ من الصلابة): كغَلْظ الأرض، والثوب الغليظ، والسنبل الذىِ فيه الحب. ومنه: "استغلظ النبات والشجر: صار غليظًا " {فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} [الفتح: ٢٩].

ومن الشدة البالغة مع الحدّة {عَذَابٍ غَلِيظٍ} (حيثما جاءت)، ووصْفُ ملائكة النار بالغلظة [التحريم: ٦]، وأمرُه -صلى اللَّه عليه وسلم- والمؤمنين بها في [التوبة: ٧٣، ١٢٣، والتحريم: ٩] وصرْفُه عنها في [آل عمران: ١٥٩]. ومن الغلظ المقصود به عظم شدَّة الوثاقة: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: ٢١]: مؤكَّدًا مشدَّدًا

<<  <  ج: ص:  >  >>