للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} [النحل: ٤٨]، قال ابن عطية: "الداخر المتصاغر المتواضع "اه وأنا أميل إلى تفسير الدخور هنا بمجرد الانقياد، فالانقياد بمعنى الطاعة وعدم الاستعصاء يكفي في المعنى اللغوي هنا. والسياق في الآية يذكر أن كل شيء يسجد لله تعالى، وفي الآية التالية يذكر سجود ما يدب في السموات والأرض، وسجود الملائكة. فكأن الآية الأولى للجماد. وسجود الجماد- إيًّا كانت هيئته يذكرنا بقوله تعالى للسموات والأرض {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: ١١] ولذا أميل إلى تفسير {دَاخِرُونَ} هنا بـ (منقادون). أما هيئة السجود فينظَر عنها ابن عطية والزمخشري وتعليق ابن المنير.

(دخل):

{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا} [نوح: ٢٨]

"الدُخَّل -كسُكَّر- من اللحْم: ما عاذَ بالعَظْم، وما دَخَل العصَبَ من الخصائل، وما دخل من الكَلأ في أُصول أغصان الشجر، ومن الريش: ما دخل بين الظُهْران والبُطْنان، وصغارُ الطير أمثالُ العصافير تأوِى الغِيرانَ والشجرَ الملتف ".

° المعنى المحوري وُلوج الشيء -أو تغلغله -في أثناء شيء: كذلك اللحم، والكلأ، والريش، والعصافير في ما وُصفت به.

ومن ذلك: "دَاخِلة الأرض: خَمَرُها وغامِضُها. (يُدْخَل فيها فتَسْتُر أو تستر ما وراءها كأنه دخل فيها)، وداخلُ كل شيء: باطنه. والدخول: نقيض الخروج. {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ} [يوسف: ٣٦]. {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ

<<  <  ج: ص:  >  >>