° المعنى المحوري قطع ما يمتد من الشيء دقيقًا أو ضعيفًا: كقطع الذنب من الدواب. وعُدَّ قِصَرُ الذنب بَتْرًا، لأن الشأنَ استطالةُ ذَنَب الحية، وكذا عدّ عدمُ وجود العروة - وهي تمتد من المزادة - بترًا. ولأجل وقوع القطع في هذا التركيب على ما يمتد من الشيء قالوا:"بترتُ الشيء: قَطعتُه قبلَ الإتْمام "(كأنما قطعتَ استرساله وامتداده الطبيعي). والأُباتر - كتماضر: القصيرُ (كأنه انقطع امتداده). وكان له - صلى الله عليه وسلم - دِرْع تُسمَّى البتراء لقصرها. والأبتر من الناس هو المقطوع السلالة، وهي تتفرع ممتدة منه نامية {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)} نَعَم. شائنه - صلى الله عليه وسلم - هو المقطوع الذِكْر والأثَر، أما ذِكْرُه - صلى الله عليه وسلم - وأثرهُ فيحملهما اليوم أكثر من ألف مليون مسلم، بل إن ذريته من أولاد سيدتنا فاطمة بنته - صلى الله عليه وسلم - ربما جاوز عددهم (مليون) نسمة.
أما قولهم:"تَبَتَّر لحمُه: انْمار (١) "فهو من المعنى المحوري؛ أي صار كتلا متميزة، لذهاب تماسك لحمه. والصيغة تعبر عن كثرة.
"البَتْكُ بالفتح (مصدر): أن تقبض على شَعَر، أو نحو ذلك، ثم تجذبَه إليك، حتى ينقطعَ، فيَنْبتك من أصله وينتَتِف. وكل طائفة من ذلك صارت في يدك بِتْكةٌ - بالكسر والفتح - أي قِطعة من الشيء. وسيف باتك وبَتُوك: قاطع صارم ".
(١) (انمار) في اللسان بالراء، وهو عن المحكم ١٠/ ١٧٥. وفي التاج بالزاي. والأشبه أنه تصحيف.