للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع ضخامتها، وكنتوء شرفة الجبل نتوءًا شديدًا منه مع غلظ الجبل والشرفة معًا. وكالقذيفة من المنجنيق، والسهم من القوس (وكلاهما فيه إبعاد) ومنه "القَذْفُ: الرَمْي بقوة. القَذْف: الرمي بالحجارة والحذفُ الرمي بالحصا. وقَذَفَ بالشيء: رَمَى به. {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ} (عبر عن وضعه في التابوت بالقذف لشدة تعلقها به كأنها تنزعه من نفسها) وكذلك {فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ} لذلك ولكبَر التابوت {حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا} [طه: ٨٧]، ويلحظ أنها أحمال من الذهب {وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (٨) دُحُورًا} [الصافات: ٨، ٩] والقذف هنا بالشهب.

ومن معنويه {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ} [الأنبياء: ١٨] {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ} [سبأ: ٤٨] يلقي الحق من وَحْيٍ وشرعٍ إلى أنبيائه بالحق لا بالباطل - أي أن مفعول يقذف هو (الحق) مقدَّرًا [ينظر بحر ٧/ ٢٧٧] ولا يتعين ما قال فإن القذف بالحق يؤدي المعنى، {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} [الأحزاب: ٢٦] والإبعاد هنا وصوله إلى قلوبهم، {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} [سبأ: ٥٣]، كقوله تعالى: {رَجْمًا بِالْغَيْبِ} [الكهف: ٢٢] لكن تعبير [سبأ: ٥٣] يعبر عن مزيد غِلظ. لأنه يتناول ما كانوا يحكمون به في الدنيا من كفرياتهم: محمد - صلى الله عليه وسلم - ساحر وشاعر، القرآن أساطير الأولين، لا بعث ولا جنة ولا نار إلخ [ينظر بحر ٧/ ٢٨٠].

° معنى الفصل المعجمي (قذ): هو الدفْعُ بقوة كالرمي بالحجارة - في (قذذ)، وكوقذ الشاة بالحجارة وكذا الحجارة المفروشة كأنما ضغطت ضغطًا عظيمًا - في (وقذ)، وكدفع السفينة مع ضخامتها بالمقذاف وكتلة الحجر بالمنجنيق وكلاهما إلى بعيد - في (قذف).

<<  <  ج: ص:  >  >>