السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} [مريم: ٩٠]. وبمعناه ما في [الشورى: ٥، الملك: ٣، المزمل: ١٨] من ألفاظ (فطر) بمعناها هذا.
ومن الأولية البدء يأتي معنى الخلق، لأنه بدء وجود، كما أن الخلق يتأتى من الشق: كان المخلوق يشق الحيّز والظرف فيظهر فيه "فطر اللَّه الخلق: خلقهم وبدأهم "{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}[الروم: ٣٠]، الحالة والهيئة التي فُطِروا عليها من الإيمان به وحده. وسائر ما في القرآن من مفردات التركيب -عدا ما أسلفناه بمعنى الشق- فهو بمعنى الخلق هذا.
وأما "أفطر الصائمُ وفَطَر: إذا تناول الطعام والشراب "(فهو من الأولية من حيث إن الإفطار هذا هو أول شيء يتناوله أيًّا كان بعد بقاء اليوم كله بلا طعام ولا شراب).
° معنى الفصل المعجمي (فط): هو النتوء بسبب ضغط كالفُزْرة في ظهر الفَطَوْطَي -في (فطط)، وكبزوغ ناب البعير شيئًا فشيئًا كأنه يخرج بعسر لضغط، وكذلك فَطْر الناقة: حلبها وفُطْر العنب إلخ -في (فطر).
"الفَظّ -بالفتح: ماءُ الكَرِش يُعْتَصَر فيُشرب منه عند عَوَزِ الماء في الفَلَوات، وأبوال الخيل كذلك. وفظّه وافْتَظّه: شَقَّ عنه الكَرِش. والفَظِيظ: ماءُ الفَحْل. وأفظظت الخَيْطَ: أدخلتُه في الخُرْت ".