المسلِم الذي يتحنّف عن الأديان (الباطلة) أي يميل (عنها) إلى (الدين) الحق "فقد كانت عبادة الأصنام هي الشائعة. وكان هناك أفراد نصارى وربما كان هناك غير ذلك. فمن مال عن ذلك كله، وعَبَد الله وحده كان حنيفًا. وكان مَنْ تعلق بشيء من ملة إبراهيم "فاختتن وحج البيت سُمِّي حنيفًا ". {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[البقرة: ١٣٥]، فسرها [طب ٣/ ١٠٤] بالاستقامة على الدين، و [قر ٢/ ١٣٩] بالميل عن الأديان الباطلة إلى دين الحق. وأورد [طب، ل] تفسيرًا بالإخلاص وبالاستقامة. واللغة (الاشتقاق) يؤيد ما قال قر. وعبارة ابن عطية قبله "الحنيف في الدين الذي مال عن الأديان المكروهة إلى الحق ". والمراد بدين الحق تعيينًا هو الإسلام، ففي الحديث الشريف "أحب الأديان إلى الله الحنيفية السمحة " [ل، والجامع الكبير ١/ ٢١ مخطوط] وفي ل: الدين الحنيف: الإسلام، والحنيفية ملة الإسلام ". وكل ما في القرآن من التركيب هو (حنيف) بهذا المعنى وجمعه حنفاء.
"الحَنَك من الإنسان والدابة: باطنُ أعلى الفَم من داخل، وما تحت الذَقَن من الإنسان وغيره. والحِناك -ككتاب: الخشبة التي تضم غراضيف الرَحْل "(غُرضوفَا الرحْل خشبتان تشدان يمينًا وشمالًا بين واسط الرْحل وآخرته).
° المعنى المحوري تجوفُ باطنٍ صُلب مجرد الوجه محاطٍ بغليظ: كباطن الحنك الأعلى (: الحنك الصلب) وفي حافته القريبة من خارج الفم تجاعيد شديدة أيضًا. وأما الحنك الأسفل فهو تجوف أيضًا وشدّته هي عظام اللحيين المحيطة به. والحِناك يشد غراضيف الرحل بعضها إلى بعض لتكوّن الرحل الذي