عليه في التيه). أما وصفه بأنه كالعسل يصبحون فيجدونه بأفنيتهم وعلى أسطح منازلهم فإن هذا يصور حالًا إعجازية، وكأنهم كانوا في الجنة ولم يكونوا في التيه بعصيانهم، فيكفيهم أن يجدوا ما يغذوهم في تلك الصحراء كالكمأة والسلوى (العسل الجبليّ) ليعيشوا. ولعل المفسرين اعتمدوا على التعبير بأنزلنا ونزلنا للقول بالسقوط من السماء. في حين أن الإنزال يصدق بالإخراج- كقوله تعالى:{وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}[الحديد: ٢٥]. {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}[الزمر ٦].
"المَنيّ- كغَنِي: ماءُ الرجل: والمَنَا: كَيْل يكيلون به السَمْنَ وغيَره أو وزن ".
° المعنى المحوري توقيت لإمساك الباطن ما ينضمّ عليه فيخرج شيئًا بعد شيء. كالمكيل في المكيال. مرة بعد أخرى، وكالمَنِيّ يخرج دفْقًا (لا يتوقف إذا بدأ، أو لأن خروجه موقوت بداعيه){أَفَرَأَيتُمْ مَا تُمْنُونَ}[الواقعة: ٥٨ وكذا ما في النجم: ٤٦، القيامة: ٣٧] وقد سميت مِنَى "لإراقة دماء الهدْى فيها "(١). (أي لكثرة ذلك، والكثرة هنا مقابل التوالي، ثم إن ذلك مؤقت بموسم الحج كل عام).
ومن مادي ذلك أيضًا "المُنْية- بالضم: (مدة سبعة إلى خمسة عشر يومًا تبدأ من ضرب الفحل الناقة يتبين بعدها حقيقة باطنها أَلَقِحَت أم لا بأن تُردّ إلى الفحل فإن قرّت عُلِم أنها لم تحمل. ينظر [تاج] (فهذا توقيت إمساك النطفة، فإن