للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبرتْها عُلِم أن النطفة قرّت وأنها لقِحت).

"والتمني: القراءة ". إذ القراءة بمعنى النطق بكلام إما عن حفظ في القلب أو إعدادٍ فيه لما يُراد إخراجه كلامًا، أو تجميع في القلب لمعاني الرمرز المكتوبة بعد الاطلاع عليها مكتوبة، ثم النطق بها (كما في تركيب قرأ، ومنه القَرْء: الحيض)، {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلا أَمَانِيَّ} [البقرة: ٧٨] قراءة فقط بلا فِقْه. وجعله [طب ٢/ ٢٦٢، وكذا قر ٢/ ٥] من التخرُّص وخلق الكذب. {إلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: ٥٢]: ما قيل في سبب نزولها من أنه في أثناء قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - في سورة النجم {أَفَرَأَيتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} أضاف - صلى الله عليه وسلم - مدْحا لهذه الأصنام أو أن الشيطان أوهم ذلك، فلما سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد الكفار الحاضرون مع المسلمين رضا بذكره - صلى الله عليه وسلم - أصنامهم= أقول هذا الذي قيل باطل تمامًا. فإن هذه الأصنام ذُكرت هنا في سياق الإزراء بها وأنها لا شيء. ثم إن آيتي ذكر الأصنام رقم ١٩، ٢٠، وآية السجدة رقم ٦٢، وهي {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} وهم كانوا يعلمون أن الله هو الإله الخالق. كما في [العنكبوت: ٦١، ٦٣، لقمان: ٢٥، الزمر: ٣٨، الزخرف: ٩، ٧٨] فسجدوا لله عزَّ وجلَّ - لا لذكر آلهتهم (بسوء)، وكان ذلك بعد نزول زهاء عشرين سورة من السور المكية القصيرة. وأنا أرى أن قصة التنويه بشأن الأصنام تلك اختُرِعت ورُكَبت على واقعة السجود، إذ لم يذكر البخاري غير السجود [باب سجود القرآن أرقام ١٠٦٧، ١٠٧٠، ١٠٧١، ٤٨٦٢] في هذا الموضوع كله، فالقصة مكذوبة. والقصة

<<  <  ج: ص:  >  >>